بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش المغرب بخصوص ما نشر من صور مسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش المغرب بخصوص ما نشر من صور مسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جريدة “جيريلاندز بوستن” بالدانمارك, وجريدة “ماغزينت” بالنرويج.
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش المغرب بخصوص ما نشر من صور مسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جريدة “جيريلاندز بوستن” بالدانمارك, وجريدة “ماغزينت” بالنرويج.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
لا يشك مسلم أن الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام ركن من أركان الإيمان, وهو الشخصية المقدسة التي لا يجوز لأحد أن يقع فيها بلمز أو غمز، فضلا عن أن يصفها بما لا يليق إلا بأخس الحيوانات, فالرسول صلى الله عليه وسلم حبه فوق كل حب, كما ورد في الحديث:” عن عبد الله بن هشام قال: “كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ،فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر.”رواه البخاري
وكما صح عنه صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”رواه البخاري ومسلم .
فأوجب الله محبته في كثير من آيات القرآن, وأمر بطاعته في أكثرمن ستين موضعا منه, حيث أمر باتباعه فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة الحجرات.
وقال كذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} سورة الحجرات. وقال: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة النــور.
فتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وقداسة جانبه الأكرم معلومة عند المسلمين جميعهم بالضرورة، فمن تكلم فيه بسوء من أهل الإسلام ثبتت ردته, ، فكل ما يتنعم به أهل الإسلام من خيرات حسية ومعنوية فالرسول عليه الصلاة والسلام سببه، وكل سعادة في الدارين ينالها أهل الإسلام فبالإيمان به, وبمحبته, وبمتابعته وبطاعته, وقد امتن الله على أهل الإسلام بآية من كتابه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران، وهكذا نجد للرسول المكانة العظمى في كل جزئية وكلية عند أهل الإسلام في عقيدتهم وعبادتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وفي سياستهم واقتصادهم وفي كل أمر من أمورهم.
فإذا كان ما سبق معلوم بالبداهة ومعلوم بالضرورة التي لا تنكر، فكيف بهذا الهجوم الذي فوجئ به المسلمون من دول تزعم لنفسها الحضارة وتتبنى اللباقة والهدوء والمحبة وترفض سياسة العنف والبذاءة وكل ما من شأنه الإساءة للآخر وتشجب الإرهاب وتنادي في كل وسائلها أنها تحاربه وتحارب التطرف والعنف!!! وهي تقع في أعظم من ذلك؟! فإذا كان الغربيون يبكون على سقوط البنايات وتفجير القطارات – ونحن لا نرضى بتلك الأفعال المشينة- فكيف يقعون في أعظم بناية تاريخية تمتد أعمدتها من آخر طبقة أرضية إلى آخر سماء عليا وهي في أحسن بنائها وأتمه؟ وجاء وصف ذلك من الرسول عليه الصلاة وسلام في قوله “إن مثلي مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين” رواه البخاري ومسلم، وكيف يسوغون لأنفسهم إهانة أمة يفوق عددها المليار والنصف وهم موزعون تحت تلك البناية، فبماذا سيصف الغربيون وأعوانهم العلمانيون هذه الكارثة التي وقعوا فيها؟ فلله العجب كيف تستقبح أمور وتنسب إلى الإرهاب وأثرها لا يكاد يرى بالمقارنة مع عظم خطب ومصيبة الوقوع في النبوة والرسالة؟.
فعلى أهل الإسلام جميعهم أن يعرفوا عدوهم الذي يهاجم أكبر حبيب عندهم وأن يرجعوا إلى رشدهم وأن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم مكانته في برامجهم وإعلامهم وخطبهم وخطاباتهم وثقافتهم حتى يصبح هدي الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأساس في كل الدراسات والمشاريع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
مراكش 28 ذو الحجة 1426 الموافق 29-01- 2006
رئيس الجمعية
محمد بن عبد الرحمن المغراوي