+212 64 583 7341

blank

بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة حول التفجيرات المنكرة التي وقعت في مدينة الدار البيضاء

بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة حول التفجيرات المنكرة التي وقعت في مدينة الدار البيضاء مساء الجمعة14 ربيع الأول1424هـ الموافق16ماي 2003م
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه.
اما بعد : فان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في جلستها الاستثنائية المنعقدة فى مدينة مراكش يوم السبت 15ربيع الأول 1424هـ الموافق17 ماي2003 م استعرضت حوادث التفجيرات التى وقعت في مدينة الدار البيضاء مساء الجمعة14 ربيع الأول 1424هــ الموافق 16ماي 2003م
وما حصل بسبب ذلك من قتل وتدمير وترويع واصابات لكثير من الناس من المسلمين وغيرهم .
ومن المعلوم ان شريعة الاسلام قد جاءت بحفظ الضروريات الخمس وحرمت الاعتداء عليها وهى الدين والنفس والمال والعرض والعقل . ولا يختلف المسلمون فى تحريم الاعتداء على الانفس المعصومة، والانفس المعصومة فى دين الاسلام اما ان تكون مسلمة فلا يجوز بحال الاعتداء على النفس المسلمة وقتلها بغير حق ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب العظام يقول الله تعالى: ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً ). ويقول سبحانه: ( من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس او فساد فى الارض فكانما قتل الناس جميعا) الاية . قال مجاهد ـ رحمه الله ـ: ( فى الاثم ) رواه ابن جرير .وهذا يدل على عظم قتل النفس بغير حق.
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزانى والمارق من الدين التارك للجماعة ) متفق عليه وهذا لفظ البخارى ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله ) متفق عليه من حديث ابن عمر رضى الله عنهما .
وفى سنن النسائى والترمذي عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم ). وفيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول:يارب قتلني حتى يدنيه من العرش).
ونظر ابن عمر رضى الله عنهما يوماً الى البيت او الى الكعبة فقال: ( ما اعظمك واعظم حرمتك والمؤمن اعظم حرمة عند الله منك ).رواه الترمذي.
كل هذه الادلة وغيرها كثير تدل على عظم حرمة دم المرء المسلم وتحريم قتله لاى سبب من الاسباب الا ما دلت عليه النصوص الشرعية فلا يحل لاحد ان يعتدي على مسلم بغير حق .
يقول اسامة بن زيد رضى الله عنهما : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت انا ورجل من الانصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال لا اله الا الله فكف الانصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبى صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا اسامة اقتلته بعدما قال لا اله الا الله قلت كان متعوذاً فما زال يكررها حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت قبل ذلك اليوم ) متفق عليه وهذا لفظ البخارى.
وهذا يدل اعظم الدلالة على حرمة الدماء فهذا رجل مشرك وهم مجاهدون فى ساحة القتال لما ظفروا به وتمكنوا منه نطق بالتوحيد فتأول أسامة رضى الله عنه قتله على انه ما قالها الا ليكفوا عن قتله ولم يقبل النبى صلى الله عليه وسلم عذره وتأويله وهذا من اعظم ما يدل على حرمة دماء المسلمين وعظيم جرم من يتعرض لها .
وكما ان دماء المسلمين محرمة فان اموالهم محرمة محترمة بقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( ان دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ) اخرجه مسلم،وهذا الكلام قاله النبى صلى الله عليه وسلم فى خطبة يوم عرفة واخرج البخارى ومسلم نحوه فى خطبة يوم النحر .
وبما سبق يتبين تحريم قتل النفس المعصومة بغير حق . ومن الانفس المعصومة فى الاسلام ؛ انفس المعاهدين واهل الذمة والمستامنين فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وان ريحها توجد من مسيرة اربعين عاماً ) اخرجه البخارى .
ومن ادخله ولي الامر المسلم بعقد امان وعهد فان نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له ومن قتله فانه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( لم يرح رائحة الجنة ) وهذا وعيد شديد لمن تعرض للمعاهدين ومعلوم ان اهل الاسلام ذمتهم واحدة يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم ).رواه أحمد وأبو داود.
ولما اجارت ام هانئ رضى الله عنها رجلاً مشركاً عام الفتح واراد على بن ابى طالب رضى الله عنه ان يقتله ذهبت للنبى صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال صلى الله عليه وسلم ( قد اجرنا من اجرت يا ام هانئ ) اخرجه البخارى ومسلم .
والمقصود ان من دخل بعقد امان او بعهد من ولي الامر لمصلحة يراها فلا يجوز التعرض له ولا الاعتداء لا على نفسه ولا على ماله .
اذا تبين هذا فان ما وقع فى مدينة الدار البيضاء من حوادث التفجير امر محرم لا يقره دين الاسلام وتحريمه جاء من وجوه:
1) ان هذا العمل اعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع للامنين فيها .
2) ان فيه قتلاً للانفس المعصومة فى شريعة الاسلام .
3) ان هذا من الافساد فى الارض .
4) ان فيه اتلافاً للاموال المعصومة .
وان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش إذ تبين حكم هذا الامر لتحذر المسلمين من الوقوع فى المحرمات المهلكات وتحذرهم من مكائد الشيطان فانه لا يزال بالعبد حتى يوقعه فى المهالك اما بالغلو بالدين واما بالجفاء عنه ومحاربته والعياذ بالله والشيطان لا يبالى بايهما ظفر من العبد لان كلا طريقي الغلو والجفاء من سبل الشيطان التي توقع صاحبها فى غضب الرحمن وعذابه .
وما قام به من نفذوا هذه العمليات من قتل انفسهم بتفجيرها فهو داخل فى عموم قول النبى صلى الله عليه وسلم: ( من قتل نفسه بشيء فى الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه مسلم من حديث ثابت بن الضحاك رضى الله عنه . وفى صحيح مسلم من حديث ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يتوجا بها فى بطنه فى نار جهنم خالداً مخلدا فيها ابداًُ ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه فى نار جهنم خالداً مخلداُ فيها ابدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى فى نار جهنم خالداً مخلدا فيها ابداً ) وهو فى البخارى بنحوه.
وحرر بمراكش يوم السبت 15ربيع الأول 1424هـ الموافق17 ماي2003 م
جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة
الرئيس: الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *